فأنكر -سبحانه- أن يكون معه من خلق، ودبر، أو صرف، وقدر، أو يجيب المضطر إذا دعاه، ويكشف السوء، أو يولي، أو يعزل، وينصر، ويخذل، أو ينقذ من الحيرة، ويهدي من الضلالة، أو يبدئ ويعيد، ويبسط الرزق لمن يشاء، ويقدر إلى غير ذلك مما استأثر الله به.
وهذا مما استقر في فطرتهم، ونطقت به ألسنتهم، وبه قامت الحجة عليهم فيما دعتهم إليه الرسل من توحيد العبادة، وما ذكر من الآيات قليل من كثير.
ومن سلك طريق القرآن في الاستدلال، واهتدى بهدى الأنبياء في الحجاج اطمأنت نفسه، وقوي يقينه، وخصم مناظره (أي انتصر) عليهم، فإن في ذلك الحجة، والبرهان من جهتين: