للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قال أبو الفتح: ارتفاع هذا على الظاهر الذي لا نظر فيه؛ وإنما الكلام في "المقيمين" بالياء، واختلاف الناس فيه معروف، فلا وجه للتشاغل بإعادته؛ لكن رفعه في هذه القراءة يمنع من توهمه مع الياء مجرورًا؛ أي: يؤمنون بما أَنزل إليك وبالمقيمين الصلاة، وهذا واضح.

ومن ذلك قراءة إبراهيم: "وَكَلَّمَ اللَّهَ مُوسَى"١ اسم الله نصب.

قال أبو الفتح: يشهد لهذه قوله -جل وعز- حكاية عن موسى: {رَبِّ أَرِنِي أَنْظُرْ إِلَيْكَ} ٢، وغير من الآي "٤٧ظ" التي فيه كلامه لله تعالى.

ومن ذلك قراءة العامة: {سُبْحَانَهُ أَنْ يَكُونَ لَهُ وَلَدٌ} ٣ بالفتح، وقراءة الحسن: "إِنْ يَكُونُ" بكسر الألف.

قال أبو الفتح: هذه القراءة توجب رفع يكون، ولم يذكر ابن مجاهد إعراب يكون؛ وإنما يجب رفعه لأن "إن" هنا نفي كقولك: ما يكون له ولد، وهذا قاطع.

ومن ذلك قراءة مسلمة: "فَسَيَحْشُرْهُمْ"٤ "فَيُعَذِّبْهُم" ساكنة الراء والباء.

قال أبو الفتح: قد سبق نحو هذا، وأنه إنما يسكن استثقالًا للضمة. نعم، وربما كان العمل خَلْسًا فظُن سكونًا، وقد سبقت شواهد السكون بما فيه.


١ سورة النساء: ١٦٤.
٢ سورة الأعراف: ١٤٣.
٣ سورة النساء: ١٧١.
٤ قوله تعالى: "فَسَيَحْشُرهم" من آية: {وَمَنْ يَسْتَنْكِفْ عَنْ عِبَادَتِهِ وَيَسْتَكْبِرْ فَسَيَحْشُرُهُمْ إِلَيْهِ جَمِيعًا} ، وأما "يُعَذِّبهم" فمن آية: {وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنْكَفُوا وَاسْتَكْبَرُوا فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا} . سورة النساء: ١٧٢، ١٧٣.

<<  <  ج: ص:  >  >>