للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة البقرة]

بسم الله الرحمن الرحيم

من ذلك قراءة "أَنْذَرْتَهُم"١ بهمزة واحدة من غير مدٍّ.

قال أبو الفتح: هذا مما لَا بُدَّ فيه أن يكون تقديره: "أأَنْذَرْتَهُم"، ثم حذف همزة الاستفهام تخفيفًا؛ لكراهة الهمزتين، ولأن قوله: "سَوَاءٌ عَلَيْهِمْ" لَا بُدَّ أن يكون التسوية فيه بين شيئين أو أكثر من ذلك، ولمجيء "أم" من بعد ذلك أيضًا، وقد حُذفت هذه الهمزة في غير موضع من هذا الضرب، قال:

فأصبحتُ فيهم آمنًا لا كمعشرٍ ... أتوني فقالوا: مِن ربيعة أم مضر؟ ٢

فيمن قال: أم؛ أي: أمن ربيعة أم مضر؟

ومن أبيات الكتاب:

لعمرك ما أدري وإن كنت داريا ... شعيثُ ابن سهم أم شعيث ابن مِنْقَر٣

وقال الكميت:

طربتُ وما شوقًا إلى البِيض أطرب ... ولا لَعِبًا مني وذو الشيب يلعب؟ ٤

قيل: أراد: أوذو الشيب يلعب؟

وقالوا في قول الله سبحانه: {وَتِلْكَ نِعْمَةٌ تَمُنُّهَا عَلَيَّ أَنْ عَبَّدْتَ بَنِي إِسْرائيلَ} ٥ أراد: أوتلك نعمة؟ وقال:

لعمرك ما أدري وإن كنتُ داريا ... بسبع رَمين الجمر أم بثمان؟ ٦


١ سورة البقرة: ٦.
٢ البيت لعمران بن حطان من شعر يقوله في قوم من الأزد نزل بهم متنكرًا ويشكر صنيعهم. انظر: الخصائص: ٢/ ٢٨١.
٣ للأسود بن يعفر، شعيث: حي من تميم ثم من بني منقر، فجعلهم أدعياء وشك في كونهم منهم أو من بني سهم، وسهم هنا: حي من قيس، ويروى شعيب بالباء وهو تصحيف. الكتاب: ١/ ٤٨٥.
٤ هذا مطلع إحدى هاشمياته. انظر: العيني على هامش الخزانة: ٣/ ١١١، والخصائص ٢/ ٢٨١.
٥ سورة الشعراء: ٢٢.
٦ البيت لعمر بن أبي ربيعة من قصيدة قالها في عائشة بنت طلحة، يقول: الهاني النظر إليهن واشتغال البال بهن عن تحصيل رميهن الجمار بمنى، وعن علم عدد المرات: أهي سبع أم ثمان؟ الكتاب: ١/ ٤٨٥، والخزانة: ٤/ ٤٤٧-٤٤٩، والديوان: ٥٥٦، وفيه "رميت" مكان "رمين".

<<  <  ج: ص:  >  >>