للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[سورة العنكبوت]

بسم الله الرحمن الرحيم

ورش: "ألفْ لامْ مِيمَ حَسِبَ"١، بفتح الميم من غير همز بعدها.

قال أبو الفتح: هذا على تخفيف همزة: "أحَسِبَ"، حذَفها وألقي حركتها على الميم، وانفتحت.

وفيه ضعف؛ وذلك أن حروف التهجي مبنية على الوقف في حال الوصل، كقراءة الجماعة: "ميم أَحَسِبَ النَّاسُ". فإذا كانت في الإدراج ساكنة لم يلق بها إلقاء الحركة عليها؛ وذلك أن إلقاء الحركة في نحو هذا إنما يكون لما من عادته أن يحرك في الوصل لالتقاء الساكنين. وأنت تقول: "ميم" فتجمع بين الساكنين، وهما: الياء، والميم. فإذا كان الساكنان يجتمعان في الوصل ضعف إلقاء حركة الهمزة عليها، وليس كذلك٢ قوله تعالى: {قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ} ٣ لأن "قد" مما يحرك لالتقاء الساكنين، نحو قدِ انقطع، وقد استخرج. فكما حرك لالتقاء الساكنين، فكذلك حرك لإلقاء حركة الهمزة عليه.

فإن قلت: قد تقول: "ألفْ لامْ ميمَ الله"، فتحرك الميم من آخر "ميمَ" لسكونها وسكون اللام من بعدها، فهلا جاز على ذلك إلقاء حركة الهمزة عليها٤. قيل: أصل حركة التقاء الساكنين إنما هو في المتصل، نحو: أين، وكيف، ومنذ، وسوف، وأمس، وهؤلاء. ثم شبه المنفصل في ذلك بالمتصل، "ميم" و"نون" و"قاف" يجتمع فيه الساكنان في الوصل،


١ سورة العنكبوت: ١، ٢.
٢ في ك: لذلك، وهو تحريف.
٣ سورة المؤمنون: ١، ونقل حركة همزة "أفلح" إلى الدال قبلها قراءة ورش، كما في الإتحاف: ١٩٤.
٤ سقطت "عليها" في ك.

<<  <  ج: ص:  >  >>