للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والآخر أنها لام، وقد كثر حذف اللام حرف علة: كمائة، ورِئة، وفِئة. وقلما تحذف العين، فهذا هذا.

وأما "الزِّي"، بالزاي ففِعل من زَوَيْت؛ وذلك أنه لا يقال لمن له شيء واحد من آلته: زِيٌّ١، حتى تكثر آلته المستحسنة، فهي إذا من زويْت، أي جمعت.

ومن قول النبي "صلى الله عليه وسلم": "زُوِيَت لِيَ الأرضُ" ٢، أي جمعت، ومن قول الأعشى؛

يَزِيدُ يغُضّ الطرْفَ دُونِي كَأَنَّما ... زَوَى بين عَيْنَيْه علَى المَحَاجِمِ٣

وأصلها زِوْيٌ، فقلبت الواو على ما مضى، وأدغمت في الياء.

ومن ذلك قراءة أبي نهيك: "كَلًّا سَيَكْفُرُون٤"، بالتنوين.

قال أبو الفتح: ينبغي أن تكون "كلا" هذه مصدران كقولك: كل السيف كلا، فهو إذًا منصوب بعفل مضمر، فكأنه لما قال: "سبحانه": {وَاتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللَّهِ آلِهَةً لِيَكُونُوا لَهُمْ عِزًّا ٥} قال الله "سبحانه" رادا عليهم: "كلا"، أي: كل الرأي والاعتقاد كلا، ورأوا منه رأيا [٩٨و] كلا، كما يقال: ضعفا لهذا الرأي وفيالة٦، فتم الكلام، ثم قال "تعالى" مستأنفا فقال: كل رأيهم كلا، ووقف، ثم قال من بعد: "سيكفرون"، فهناك إذا وقفان: أحدها "عزا"، والآخر "كلا"؛ من حيث كان منصوبا بفعل مضمر، لا من حيث كان زجرا وردا وردعا.

ومن ذلك قراءة السلمى: شيئ أدا٧، بالفتح.

قال أبو الفتح: الأد، بالفتح: القوة.


١ لعلها: له زي.
بقيته كما في النهاية "٢: ١٤٥": فرأيت مشارقها ومغاربها.
٣ البيت من قصيدة يهجو بها الشاعر يزيد بن مسهر الشيباني. والمحاجم: جمع المحجم، وهو مشرط الحجام. وانظر الديوان: ٧٩.
٤ سورة مريم: ٨٢.
٥ هي الآية من سورة مريم.
٦ فال رأيه يفيل: اخطأ وضعف.
٧ سورة مريم: ٨٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>