للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم أدغم فصار "يَحِطِّمَنَّكُم". ويجوز في العربية كسر الياء إتباعا لكسرة الحاء؛ فقال يحطمنكم. ومثله قول العجلي:

تَدَافُعُ الشَّيبِ ولم تِقِتِّلِ١

يريد: تَقتتل، ثم غير ذلك على ما تقدم.

يقال: حَطَمَه يَحْطِمه حَطْما: إذا كسره، وحطَّمه يُحَطِّمه، واحْتَطَمَه يَحْتَطِمُه احتطاما ويغيَّر الماضي واسم الفاعل والمصدر على الصنعة التي تقدمت في "يَحَطِّمَنَّكُم".

فمن قال: يَحَطِّم قال: حَطَّم، ومن قال: يَحِطِّمُ قال: حِطِّمَ.

ومن أتبع الأول يِحِطِّم أتبع الآخر هنا، فقال: حِطِّمَ. وعليه أنشد قطرب فيما روينا عنه أو غيره.

لا حِطِّبَ القَوْمَ ولا القَومَ سَقَى١

يريد: احتطب.

ويقول في اسم الفاعل على يَحَطِّم: مُحَطِّم، وعلى يَحِطِّم: مُحِطِّم.

ومن كسر الأول إتباعا، فقال: يحِطِّمُ لم٢ يكسر الميم؛ لأن اسم المفعول والفاعل من هذا ونحوه لا يكون إلا مضموم الأول، وعليه قال: "وَجَاءَ الْمُعَذِّرُون"٣، و"الْمُعِذِّرُون". وتتبع العينُ الميم، فيقال: "الْمُعُذِّرُون". وعليه أيضا يقال: مُخُطِّفٌ، والأصل في جميعه المعتذرون. ويقول في المصدر على يَحَطِّم ويَحِطِّم جميعا: حِطَّامًا.

ومن كسر هناك لالتقاء الساكنين [١١٩و] كسر هنا أيضا، فقال: حِطَّاما؛ لئلا تنكسر الطاء، فتبدل الألف بعدها ياء، فتقول: حِطِّيمًا، فيزول حديث المصدر بانقلاب ألفه. وليس في حِطِّم ألف؛ فتنقلب لكسرة الطاء إلى غيرها.

ومن قال: "وَجَاءَ الْمُعُذِّرُون"، فضم العين لم يقل حُطاما؛ لأنه ليس معه في حُطَّاما ضمة مثل الميم فتتبَعها الحاء مضمومةً، وكذلك "مُرَدِّفِين" "ومُرِدِّفِين" ومُرُدِّفين، الحكم واحد.


١ انظر المحتسب: ١: ٥٩.
٢ في ك: ثم، وهو تحريف.
٣ سورة التوبة: ٩٠.

<<  <  ج: ص:  >  >>