للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ومن ذلك قراءة عبد الكريم الجزري١: "فَتَكُنْ فِي صَخْرَة٢"، بكسر الكاف.

قال أبو الفتح هذا من قولهم٣: وكن الطائر: إذا استقر في وكنته، وهي مقره ليلا، وهي أيضا عشه الذي يبيض فيه، ووكره. ومنه قوله:

وقد أغتدى والطير في وكناتها٤

وقد وكن يكن وكونا فهو واكن، وجمعه وكون، كقاعد وقعود. قال:

يذكرني سلمى وقد حال دونها ... حمام على بيضاتهن وكون٥

وكأنه من مقوب الكون؛ لأن الكون الاستقرار، وعليه قالوا: قد تكون في منزله واستقر.

ومن ذلك قراءة يحيى بن عمارة: "وَأَصْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً"٦.

قال أبو الفتح: أصله السين، إلا أنها أبدلت للغين بعدها صادا، كما قالوا في سالغ٧: صالغ، وفي سالخ: صالح، وفي سقر: صقر، وفي السقر الصقر٨. وذلك أن حروف الاستعلاء تجتذب السين عن سفالها إلى تعاليهن، والصاد مستعلية، وهي أخت السين في المخرج، وأخرى حروف الاستعلاء, وهذا التقريب بين الحروف مشروح الحديث في باب الإدغام، ومنه قولهم في سطر: صطر، وفي سويق: صويق.


١ هو عبد الكريم بن مالك الأموي مولاهم أبو سعيد الأموي الجزري الخضرمي، بكسر المعجمة الأولى، نسبة إلى خضرم، قرية باليمامة أصله منها. روى عن المسيب ومقسم، وروى عنه ابن جريج والسفيانان وخلق. ثقة، ثبت مات سنة ١١٧. الخلاصة: ٢٠٥.
١ سورة لقمان: ١٦.
٢ ساقطة في ك.
٣ لامرئ القيس من معلقته، وعجزه:
بمنجرد قيد الأوابد هيكل
وأعتدى: أبكر. والمنجرد: الماضي في سيره، ويقال: هو القليل الشعر. والأوابد: الوحوش. والهيكل: الفرس العظيم الجرم. وانظر شرح المعلقات السبع للزوزني: ٢٨.
٦ سورة لقمان: ٢٠.
٧ السالغ، من البقر أو الغنم: التي خرج نابها, وسلغت، كمنع، سلوغا.
٨ في البحر "٧: ١٩٠": إن إبدال السين صادا لغة لنبي كلب، يبدلونها إذا جامعت العين، أو الخاء، أو القاف - صادا.

<<  <  ج: ص:  >  >>