للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أجاهل أنت؟ توبيخا له، وتقبيحا عليه. ومعناه: إني قد نبهتك على حالك، فانتبه لها، واحتط لنفسك منها. قال صخر الغي:

أرائح أنت يوم اثنين أم غادي ... ولم تسلم على ريحانه الوادي١

ليس يستفهم نفسه عما هو أعلم به. ولكنه يقبح هذا الرأي٢ لها، وينعاه عليها هكذا مقتاد كلام العرب، فاعرفه وأنس به.

ومن ذلك قراءة الجحدري: "بِحَدِيثٍ مِثْلِه٣".

قال أبو الفتح: الهاء في "مثله" في هذه القراءة ضمير النبي "صلى الله عليه وسلم". ألا ترى أن قلبه: {أَمْ يَقُولُونَ تَقَوَّلَهُ بَلْ لا يُؤْمِنُونَ} ؟ أي: فليأتوا بحديث مثل النبي، صلى الله عليه وسلم. وأما الهاء في قراءة الجماعة: {بِحَدِيثٍ مِثْلِهِ ٤} فللقرآن، أي: مثل القرآن.

ومن ذلك قراءة سالم أبي الجعد: "وَإِدْبَارَ النُّجُوم٥".

قال أبو الفتح: هذا كقولك: في أعقاب النجوم، قيل له: دبر، كما قيل له: عقب قال:

فأصبحت من ليلى الغداة كناظر ... مع الصبح في أعقاب نجم مغرب٦


١ لم نعثر على الشاهد في ديوان الهذليين. وفي اللسان "ثنى" قالوا في الشعر: يوم اثنين بغير لام، ثم روى الشاهد منسوبا إلى صخر الغي. ووضع في الأصل كلمة "اثنين" في البيت، وكتب تجاهها في الهامش "معا"، وتحتها "والبين". كأنه يريد أنه يروى "البين" مكان "اثنين". وكان "معا" تشير إلى أزدواج الرواية.
٢ في ك: الرائي، وهو تحريف.
٣ سورة الطور: ٣٤.
٤ لم يثبت في ك: {بِحَدِيثٍ مِثْلِه} .
٥ سورة الطور: ٤٩.
٦ لقيس بن الملوح. والمغرب: الذي يأخذ في ناحية المغرب. الأغاني: ٢: ٢٠. واللسان "غرب".

<<  <  ج: ص:  >  >>