للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مدائني، قال: وقال سعيد بن جبير: رفارف: رياض الجنة١، قال: وعبقر: موضع

قال امرؤ القيس:

كأن صليل المرحين تشذه ... صليل زيوف ينتقدن بعبقرا٢

وقال زهير:

بخيل عليها جنة عبقرية ... جديرون يوما أن ينالوا فيستعلوا٣

وأما ترك صرف "عباقري" فشاذ في٤ القياس، ولا يستنكر شذوذه في القياس ما استمراره في الاستعمال، كما جاء عن الجماعة: {اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ ٥} ، وهو شاذ في القياس ما استمراره في الاستعمال. نعم، إذا كان قد جاء عنهم عنكبوت وعناكيب، وتخربوت٦ وتخاربيت - كان عباقري أسهل منه؛ من حيث كان فيه حرف مشدد، يكاد يجري مجرى الحرف الواحد ومع ذلك أنه في آخر الكلمة، كياءي بخاتي٧ وزرابي٨.

وليس لنا أن نتلقى قراءة رسول الله "صلى الله عليه وسلم" إلا بقبولها، والاعتراف لها.

وأما "خضر" بضمخ الضاد فقليل، وهذا من مواضع الشعر كما قال طرفة:

ورادا وشقر٩

بضم القاف.


١ ذكره في البحر "٨: ١٩٩"، وزاد: من رف البيت: تنعم، وحسن.
٢ روى "نظيره" مكان "تشذه"، وتشذه تفرقه: والصليل: الصوت. والمرو: حجارة بيض براقة تورى النار، أو أصلب الحجارة. والزيوف: الدراهم الرديئة. وضمير "تطير" للناقة، يريد أنها في سرعتها تنثر الحجارة بأخفافها، فيقع بعضها على بعض، فإذا لها صوت كصليل الدراهم الزيوف إذا انتقدها الصيرف. وخص الزيوف لأن صوتها أشد بكثرة ما فيها من النحاس. وانظر الديوان: ٦٤.
٤ يروى "ويستعلوا" مكان "فيستعلوا"، والبيت من قصيدة للشاعر في مدح هرم بن سنان والحارث بن عوف. وجنة: جمع جن. وعبقرية: منسوبة إلى عبقر: أرض، أو قربة يسكنها الجن فيما يزعمون. ويستعلوا: يظفروا، ويعلوا. انظر الديوان: ١٠٣.
٤ ساقطة في ك.
٥ سورة المجادلة: ١٩.
٦ التخربوت: الخيار الفارغة من النوق.
٧ البخاتي: الإبل الخراسانية، الواحدة بختية.
٨ الزرابي: النمارق والبسط، أو كل ما بسط واتكئ عليه، الواحد زربى، بالكسر، ويضم.
٩ انظر الصفحة ١٦١ من الجزء الأول.

<<  <  ج: ص:  >  >>