هذه قضية لابد لها من أدلة تدعمها وشواهد تثبتهما، وسأحاول أن أجعلها فى مجموعات ثلاثة: مجموعة الأدلة النقلية، ومجموعة الأدلة الذاتية، ومجموعة الأدلة الواقعية.
وأعنى بالمجموعة الأولى، الأدلة الواردة فى الكتاب والسنة من قول النبي - صلى الله عليه وسلم - وفعله، وهى التى يقتنع بها المؤمنون المصدقون بهما، وهؤلاء فى غير حاجة إلى إيرادها لأن العقيدة الدينية لا تدع فى قلوب المؤمنين مجالا للشك في هذه القضية، وإلا كان كفرا. ولكننا نوردها لنزيدهم إيمانا، وليعرفها من يجهلها، ولنرد بها على من طعنوا فى الإسلام بأن عالميته من اختراع أتباعه، لا من نصوصه.
ومجموعة الأدلة الثانية أقصد بها المقومات الأساسية والعوامل الرئيسية التى اشتمل عليها الدين، وهذا الأسلوب فى الاستدلال يعتمد على فقه الموضوع وتحليل نصوص الدعوة، وتلمس النواحى المشرقة الحية فى مبادئها، وربطها بواقع الحياة وسنن الكون، وبيان مقدار ملاءمتها للسلوك الإنسانى فى جميع أطواره،