لا بد من الإفادة من طرق المبشرين والدعاة إلى الأديان والمذاهب الأخرى، ودراسة أساليبهم وخططهم فى الدعوة، لنقرع الحجة بالحجة إن كان هناك نزال فى الميدان، ولنقاتل العدو بالسلاح الذى يقاتل به إن اضطرتنا الظروف إلى مثل هذه المواقف.
وإلى جانب هذا فإن أساليبهم قد تفننوا فيها وابتكروا منها كثيرا، لأنهم فكروا فيها فى وقت كانت الإمكانيات فيه متوفرة لديهم وكان العالم فيه على درجة من النضج والرقى تستحق معها أن يعمل الحساب فى الدعوة بدقة وتناسب، ولهؤلاء الدعاة تنظيمات وترتيبات لم تكن أمثالها موجودة فى العهود الماضية، فالدعوة الإسلامية مثلا فى أيام الضعف السياسى للدولة الإسلامية اتخذت طابعا فرديا خالصا، فكان لكل فرد أسلوبه الخاص فى نشر الدعوة قل أن يفيد منه داع آخر، ولكن المهمة الآن ضخمة وشاقة لأن لنا أعداء ينافسوننا الدعوة إلى أديانهم، بل يحاولون أن يخرجوا المسلمين من دينهم، فلا بد من أن تكون عندنا يقظة تامة ومعرفة بأساليبهم لنفيد منها فى هذا الميدان ولا نقنع بما عندنا من خبرة قليلة أخذناها من الماضى، فإنها قل أن تنجح فى الوقت الحاضر أمام الخبرات الحديثة.