لخنق الدعوة الإسلامية، وحصرها فى دائرة ضيقة، والعمل على إضعافها حتَّى تموت. وكان العداء السياسي ظاهرا واضحا فى كثير من هذه الحركات، فاضطر المسلمون إلى خوض معارك طاحنة لحماية عقيدتهم وصيانة حدودهم وتأمين طريق دعوتهم، كما كان هناك عداء دينى وخلقى واجتماعى لهدم الأساس المتين الذى قام عليه بناء الدولة الإسلامية، وجد منافذ إلى قلب المجتمع وأتباعا وأذنابا من الموتورين من الإسلام والعرب لسبب من الأسباب.
[المقاومة السياسية]
لقد ظلت الدولة الإسلامية بعد انتقال الرسول - صلى الله عليه وسلم - إلى الرفيق الأعلى، تتابع سيرها، حامية نفسها من الأعداء بالتسلح، حتَّى جاء الطوفان من الشرق يدفعه التتار بجبروتهم، فى وقت كانت الخلافة العباسية فيه أضعف ما تكون عن مقاومته، فسقطت بغداد سنة ٦٥٦ هـ. وقتل كثير من الفقهاء وعظماء الدولة، وأحرقت قبور الخلفاء، وألقى بالكتب فى دجلة.
ثم أوت الخلافة إلى مصر حيث بايع أهلها سنة ٦٥٩ المستنصر بالله، ولكنها كانت خلافة صورية لا تستطيع شيئًا. وقد شاء الله أن يرد هؤلاء المغيرين فهزمهم (٨)