لقد أمر الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - بتبليغ هذا الدين، لأنه لم يكن كما علمت، دينا خاصا به، يعمل به هو وحده ليهتدي إلى الحق، ويزيل القلق النفسي الذى كان يعانيه عندما يرى الإنسان، وهو أكرم مخلوق يسجد لصنم لا يسمع ولا يبصر ولا يغنى شيئًا، وعندما كان يرى العادات المرزولة التى يجب أن يتنزه عنها الإنسان الذى فضله الله على كثير من خلقه.
وقد حدث أن أرشد الله بعض الناس إلى طريق الحق ليسيروا فيه وحدهم، ولم يكلفهم بإبلاغ ذلك غيرهم، وهم الذين اصطلح بعض العلماء على تسميتهم بالأنبياء دون المرسلين، وكان منهم قبل الإسلام زيد ابن عمرو بن نفيل، وخالد بن سنان.
لم يكن الإسلام دينا خاصا بهذا المعنى، بل كان دين تبليغ وإرشاد. للناس كافة.
والآيات التي تأمر بإبلاغ الدعوة أمرًا مطلقًا كثيرة، منها المكى ومنها المدنى، وقد يكون مع الأمر العام بالتبليغ بيان وتوجيه للطريق السوى الذي ينبغي أن