إن التخطيط أمر ضرورى لنجاح كل مشروع، والعمل إذا لم ينفذ حسب خطة موضوعة واضحة المعالم والأهداف، مستوفية كل الإمكانيات، قل أن يكتب له النجاح، والعمل العظيم الخطير لا بد له من تخطيط يناسب عظمته وخطورته.
والدعوة إلى الدين الإسلامي العالمى من أعظم الأمور خطرا وأجلها قدرا، وبخاصة إذا كانت الظروف المحيطة بها ظروفا متغيرة حسب تغاير الميدان، وإذا كانت فى محيط يختلف فى لغته عن لغة الداعين، ويختلف فى عاداته وسائر أحواله السياسية والاقتصادية والاجتماعية وغيرها.
وعلى ضوء ما سبق من عمل الرسول وأصحابه فى نشر الدعوة نستطيع أن نضع منهاجا نحاول به أن نرسم الطريق الواضح للدعوة الإسلامية، وهو كله من وحى قوله تعالى:"ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتى هى أحسن"(١).