أن يكون بصيرا بالوسط الذى يعيش فيه، خبيرا بأحوال النفوس، واسع الحيلة فى التنقل من طريق إلى طريق، يقصد الهداية المطلوبة من طريقها النافع.
وليس أفعل فى النفوس من جلال تكسبه التقوى وملازمة حدود الله، ومن جمال يلقيه العلم الناضج على صاحبه، ومن هيبة يوجدها الإعراض عن الدنيا وعدم الحرص عليها.
وقد شاهدنا فقراء ليس لهم جاه رسمى ولا عزة عصبية يهابهم أصحاب المقامات الرفيعة والأموال المكنوزة، وينكمشون أمام هيبتهم التى بسطتها التقوى وزانهم بها العزيز الحكيم.
خامسا: لا بد أن تكون هناك حكمة فى الدعوة، أى تخطيط دقيق يتناول أسلوبها وأغراضها ومعانيها وكل ما يتصل بها، وأحسن تخطيط ما كان مستوحى من القرآن الكريم والسنة وما يضاف إليهما من التجارب والخبرات النابعة من وحى الظروف والأحداث، قال تعالى:"قل هذه سبيلى أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعنى"(١).
فالدعوة على بصيرة أى على يقين وإيمان، أو على علم وهدى، وهذا العلم الذى ينير طريق الدعوة مبين