وبهذا تعرف أن إعداد الداعي علميا وخلقيا وفنيا له أثره الكبير فى نجاح الدعوة، ولا بد لهذا من ترتيبات خاصة ودراسة معينة، وتوجيهات فعالة واختيار موفق، إن هذا الإعداد لا يكون بمثل التوجيهات العامة لفترة محدودة، بل لا بد أن يستغرق سنين طويلة وبخاصة من أجل، الاطمئنان على الناحية الفنية والخلقية، إن بعث واحد فيه هذه المواصفات كاملة خير من ألف ينقصهم هذا الإعداد، إن الإرساليات الدينية فى أوربا لها معاهدها ومؤسساتها الخاصة يربى فيها الدعاة على نظام دقيق، وبخاصة من الناحية الخلقية، وقد يكون من الأوفق التفكير فى إنشاء معاهد لتخريج الدعاة تكون مناهجها متناسبة مع مهمتهم، ولا يلحق بها إلا المعروفون بالملاحظة والتجربة الدقيقة أنهم ذوو أخلاق حسنة ترشحهم للقيام بهذه المهمة النبيلة.
ويعجبنى في هذا المقام حديث للمرحوم الشيخ المراغى فى جريدة الدستور سنة ١٩٣٨ جاء فيه:
ومن لوازم الداعى أن يكون شجاعا صادقا قوى الإيمان بما يدعو إليه، يرى في الإقدام لذة وحقا للنفس الخيرة، يؤديه احتسابا لله لا على أنه مكلف به يؤديه للأجر وزيادة الدرجات والمرتبات، ومن حق الداعى