التفكير فى مصيرها، وكان من وراء ذلك نهضتهم الحديثة المعروفة.
[الدعوة فى الشرق]
تعال معى أيها القارئ نتابع ركب الإسلام الزاحف لنرى كيف تقبلته الأمم ورضيته دينا لها، وسيكون مرورنا مع الركب سريعا فالمجال لا يتحمل الاستراحة فى كل محطات العالم لندرس على مهل آثار الإسلام فى هذه البلاد. وحسبنا من ذلك لقطات سريعة فى مرورنا العابر ونماذج تدل على غيرها من آثار.
اتجه ركب الإسلام نحو الشرف مارا بشمالى بلاد العرب فأسلم المسيحيون من غسان، وبعد موقعة القادسية وفد المسيحيون الضاربون على ضفاف الفرات إلى "رستم" مسلمين، وساعد النصارى المقيمون فى الأراضى البيزنطية جيوش العرب فى فتح فارس. وكتبوا إلى أبى عبيدة قائد الجيش الإسلامى: يا معشر المسلمين، أنتم أحب إلينا من الروم وإن كانوا على ديننا، أنتم أوفى لنا وأرأف بنا وأكف عن ظلمنا وأحسن ولاية علينا.
وكان للتسامح الدينى معهم ومع غيرهم أثره فى كثرة دخولهم فى الإسلام، مع ما وجدوه من سهولة العقيدة وبساطة الدين ويسر التكاليف، إلى جانب