"وكذلك كان للإسلام فضل كثير فى البلاد التى وصل إليها بعد حدود فارس شمالا وشرقا، إذ أخرج الناس من وثنية منحطة إلى دين هو أرقى ما يمكن أن يتصوره العقل، نالوا بسببه مزايا اجتماعية وأدبية ما كانوا يحلمون بها من قبل.
وفى شمالى أفريقيا الذى كان يرزح تحت نير الاستعمار، نشطت بفضل الإسلام بلاده وعادت أفضل مما كانت عليه.
بل إن الإسلام كان له فضله البالغ على أوربا أيضًا، فقد كانت إلى القرن السابع الميلادى تعيش فى ظلام حالك، من الجهل والفوضى الاجتماعية والسياسية وتحكم رجال الدين فى حياة الناس، فجاء الإسلام وأسس بعض رجاله دولة أسبانيا التى كانت على مثال غيرها من الاستبداد، فمضى المسلمون على سجيتهم فى تأسيس المدارس والمستشفيات ونشر العلم والمدنية واستقبال الوافدين من كل صوب، لينهلوا من معين الحضارة الاسلامية العذب، غير ناظرين إلى أجناسهم أو أديانهم أو لغاتهم، وكما فعل المسلمون فى أسبانيا فعلوا فى صقلية، وصارت مركزا يحج إليه الراغبون فى العلم والمعرفة الصحيحة من كل البقاع. فكان ذلك منبها لأوروبا وحافزا لها على