وبعد فهذا عرض سريع للدين العالمى وهو الإسلام، وبيان موجز لمنهج الدعوة إليه، يجب علينا أن نبلغه للناس فإن أكثرهم لا يعرفون مبادئه الحقة، ولم يفهموها على وجهها الصحيح وإذا كان الجهل بها متفشيا فى الأوساط الإسلامية فمن باب أولى من هم بعيدون عن الإسلام ولا يصلهم منه إلا معلومات ناقصة أو مشوهة.
إن فى الناس فراغا روحيا وقلقا نفسيا فى هذه الأيام بعد كثرة الحروب ومخلفاتها المؤلمة، وبعد الصراع المادى والتنافس المسعور على الغلب والنفوذ الذعة وقع فريسته كثير من المستضعفين، وليس إلا الدين سكنا لنفوسهم وطمأنينة إلى قلوبهم، وشرحا لصدورهم بالأمل فى تفريج الكرب وتحول الحال، فلتكن هديتنا إلى هذه النفوس القلقة والأعصاب المتوترة غذاء روحيا تسكن به نفوسهم وتطمئن، نبلغه لهم نقيا صافيا خالصا، حلوا عذبا، مشرقا لامعا.
إن فى العالم تيارات وأفكارا متضاربة تحاول أنه تطغى على الأديان عامة، ويخشى منها على المسلمين