للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الرهبان، فغير كثير منهم رأيه فى عيسى الذى كانوا يسمونه ابن الله، ومنهم (اليباندوس) أسقف طليطلة" و "فيلكس" أسقف أورجيل، وكان من أثر ذلك عقد مجمع طليطلة سنة ٩٣٦ م للنظر فى هذه الأفكار.

[يقول أرنولد]

وقد بلغ من تأثير الإسلام فى معظم الذين تحولوا إليه من مسيحي أسبانيا مبلغا عظيما، حتى سحرهم بهذه المدنية الباهرة، واستهوى أفئدتهم بشعره وفلسفته وفنه الذى استولى على عقولهم، وبهر خيالهم، كما وجدوا فى الفروسية العربية مجالا فسيحا لإظهار بأسهم، وما تكشفت عنه هذه الفروسية من قصد نبيل وخلق كريم، تلك الحياة التى ظلت مغلقة فى وجوه الأسبان الذين بقوا على تمسكهم بالمسيحية وإخلاصهم لها، أضف إلى ذلك أن علوم المسيحيين وآدابهم لا بد أن تكون قد بدت فقيرة ضئيلة إذا ما قيست بعلوم المسلمين وآدابهم التى لا يبعد أن تكون دراستها فى حد ذاتها باعثا على الدخول فى دينهم (١).

وكما دخل الإسلام ومدنيته إلى أوروبا من الأندلس دخلا من صقلية، وتوغلا فى إيطاليا، وحاصر العرب


(١) تاريخ الدعوة ص ١٦٤

<<  <   >  >>