روما مقر الحبر الأعظم، حتى إن البابا يوحنا الثامن "٨٧٢ - ٨٨٢ م" ظل يؤدى الجزية مدة سنتين، ومكث حكم الإسلام قائما نحو مائة وثلاثين سنة، حتى أخذ النورمانديون هذه الجهات نهائيا سنة ١٠٩١ م. وعن هذين المنفذين أخذت أوروبا الحضارة.
ومما يدل على ذلك ما يأتى:
١ - أن "فردريك الثانى" ملك سبيليا وألمانيا فى القرن الثالث عشر، وهو أول من أقام حكومة نظامية فى أوروبا سنة ١١٩٣، أنشأ جامعة فى نابولى سنة ١٢٣٤ م على نظام جامعة قرطبة، وتعلم العربية ودرس علومها وآدابها، وحذق الرياضة والطب والفلسفة والطبيعة على أيدى أساتذة العرب تلاميذ ابن رشد، واصطحب معه إلى إيطاليا زمرة من العرب والمسلمين ساعدوه فى تنظيم حكومته.
٢ - أن البابا الأكبر "سلفستر الثانى" سنة ٩٩٩ م وكان عالما دينيا كبيرا، رحل إلى الأندلس فى أيام الخلافة الأموية وحصل من شيوخها على الإجازة فى التدريس والرياضة والفلك، وعاد إلى بلاده حيث ألف كتابا فى الحساب، فكان أول من نقل هذا العلم إلى أوربا.