ولنقسم هذا الركب الزاحف بالدعوة إلى قسمين: قسم داخل الجزيرة وقسم خارجها، والقسم الداخلى كان بعضه موجها إلى القبائل وبعضه موجها إلى الأفراد ذوى السلطان والنفوذ، وبعض هذا الركب الداخلى كان من المنتسبين إلى القبائل التى يوجهون إليها، لأنهم كانوا قد أسلموا من قبل فأذن لهم النبي بدعوة أقوامهم بالقدر الذى يستطيعون، وكان أكثر ما يستطيعونه هو العقيدة المبسطة والأصول الإسلامية الأولى.
[فى داخل الجزيرة]
(١) البعوث إلى القبائل: بعث النبي - صلى الله عليه وسلم - ستة من أصحابه، فيهم عاصم بن ثابت ومرثد بن أبى مرثد الغنوى. وخبيب، إلى الرجيع، وهو ماء لهذيل بين مكة والحجاز، وذلك بناء على طلب رهط قدم إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - من عضل والقارة ليفقهوا المسلمين فيهم، وقد غدروا بهذه البعثة.
وبعث جماعة من القراء إلى بئر معونة، وكانوا نحو سبعين على بعض الأقوال، بناء على طلب ملاعب الأسنة، فغرروا بهم أيضًا، وبعث الضحاك بن سفيان إلى بنى كلاب فأسلموا، ووفد منهم جماعة على النبي فى السنة التاسعة.