ولكن الرسول يأبى خشية أن يقال إن محمدا يقتل أصحابه، والرسول فى حاجة إلى سمعة طيبة تسير بها الدعوة فى الطريق آمنة، وتكسب أصدقاء بقدر ما يمكنها، وبخاصة عندما تكون الدعوة فى بداية أمرها فى مجتمعها الجديد فى المدينة.
حتى إذا استتب الأمر للرسول، وقضى على أكثر أعدائه صفى الحساب مع المنافقين وطهر منهم المجتمع، والحوادث فى ذلك كثيرة.
وعلى طول عهد النبي بالمدينة حدثت عدة التحامات مع قريش توجت بنصر الله وفتح مكة وإسلام المعاندين، وتحطيم آخر وكر لمقاومة الدعوة فى الجزيرة العربية.
كان النبي - صلى الله عليه وسلم - مشغولا فى المدينة بالعدو الداخلى مِن اليهود والمنافقين، وبالعدو الخارج عنها من قريش ومن سار فى ركابها، ولم يكن لديه الوقت الكافى لنشر الدعوة خارج المدينة بشكل رسمى، فإن أهلها لم يطمئنوا على أنفسهم بعد، فانتهز فرصة الهدنة التى وقعها مع قريش فى الحديبية واتخذ خطوة إيجابية لنشر الدعوة خارج المدينة، سواء أكان ذلك فى داخل الجزيرة أم فى خارجها. وكان يرسل بين الفينة والفينة بعوثا تبلغ الدعوة أو ترشد المسلمين إلى واجبهم.