للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

آمَنُوا الَّذِينَ قَالُوا إِنَّا نَصَارَى ذَلِكَ بِأَنَّ مِنْهُمْ قِسِّيسِينَ وَرُهْبَانًا وَأَنَّهُمْ لَا يَسْتَكْبِرُونَ} " (١).

وأمره ربه أن يصبر على ما يلاقيه من أذى فى المدينة حتى تتهيأ الظروف للانتصاف من الظالمين، ووقفهم عند حدهم، فقال تعالى: {وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ} " (٢).

وكان جداله لهم بالحسنى، ومعاملته لهم سلاما، ولكن تلك الأساليب لم تجد معهم نفعا، فالحياة الاجتماعية الصحيحة تبادل للشعور والمعاملة ينبغى أن تكون من كل الأطراف لا من طرف دون آخر "فما استقاموا لكم فاستقيموا لهم" (٣).

(جـ) وسار النبي - صلى الله عليه وسلم - مع المنافقين سيرة أساسها قبول الظاهر والله يتولى السرائر، وكم حدثه أصحابه بوجوب أخذهم بالشدة للأمارات القوية على أنهم يبطنون الكفر ويظهرون الإسلام تقية {وَإِذَا لَقُوا الَّذِينَ آمَنُوا قَالُوا آمَنَّا وَإِذَا خَلَوْا إِلَى شَيَاطِينِهِمْ قَالُوا إِنَّا مَعَكُمْ إِنَّمَا نَحْنُ مُسْتَهْزِئُونَ} (٤).


(١) المائدة ٨٢
(٢) آل عمران ١٨٦
(٣) التوبة ٧
(٤) البقرة ١٤

<<  <   >  >>