بالشام وكانوا نحو سبعمائة مقاتل. ثم طلب من بنى النضير، قبيلتهم الثانية، التعاون مع يهود بنى عامر حلفائهم فى دفع دية سرية القراء، فهموا بإلقاء حجر عليه من فوق جدار فحاصرهم ثم أجلاهم، فنزل بعضهم بخيبر وبعضهم ذهب إلى أذرعات.
وقد تفاوض بنى النضير مع قريش على حرب الرسول فكانت غزوة الأحزاب، وخان بنو قريظة، قبيلتهم الثالثة، العهد فصفى النبي معهم الحساب وبعد صلح الحديبية قضى على وكر اليهود فى خيبر فأجلى بعضهم وأبقى البعض لزراعة الأرض، وتمم إخضاعهم فى وادى القرى وتيماء، وفى عهد عمر طهرت الجزيرة العربية من فتنهم ورجسهم فلم يبق فيها إلا دين واحد.
(ب) ودعا النبي - صلى الله عليه وسلم - النصارى إلى الإسلام، ولكن بطريق غير مباشر حيث كانوا ينزلون بعيدا عن المدينة فى أطراف الجزيرة فأرسل إليهم البعوث وأرسل إليهم الكتب كما سيجئ الحديث عنه.
وقد أخبر الله تعالى عن شدة عداوة اليهود للإسلام والمسلمين وعن ضعف مقاومة النصارى للدعوة، كما فى قوله تعالى {لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِلَّذِينَ آمَنُوا الْيَهُودَ وَالَّذِينَ أَشْرَكُوا وَلَتَجِدَنَّ أَقْرَبَهُمْ مَوَدَّةً لِلَّذِينَ