الأوامر ما زالت تلاحقه بوجوب متابعة تبليغهما ليبرئ ذمته منها.
(١) لقد دعا اليهود إلى الإسلام فأبوا. إذ كانوا يعتقدون أنهم خارج نطاقها، لأنهم أهل كتاب لا حاجة لهم بكتاب غيره، ولأن النبي المنتظر كان فى اعتقادهم سيكون من سلالتهم، فاكتفى منهم أولا بعقد معاهدة على حسن الجوار وعلى التعاون على حماية الوطن الذى يضمهم جميعا، وعلى أن يأمنوا على دينهم وأموالهم، وترك لهم الحرية فى التدين، وعاملهم بالحسنى، وإن كانوا لم يبادلوه هذه المعاملة السلمية.
واستمر الرسول على استقبال قبلتهم "بيت المقدس" حتى يشعرهم بأنه ليس بدعا من الرسل، ولم يجئ للهدم والتخريب، بل للإصلاح والتكميل، ولم يجئ بالأنانية والاستئثار، بل بالتعاون والسلام، وعلى الرغم من أنهم كانوا يعرفونه كما يعرفون أبناءهم، وأنهم كانوا يستفتحون به من قبل على الأوس والخزرج، ناصبوه العداء بكل وسيلة، ووضعوا فى طريقه العقبات وحاولوا غير مرة أن يقتلوه.
وقد صفى النبي - صلى الله عليه وسلم - الحساب معهم فحارب قبيلة بنى قينقاع إحدى قبائلهم، لإهانتهم لسيدة مسلمة فى سوقهم خرقوا بها اتفاق الهدنة وأجلاهم إلى أذرعات