كما أرسل النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى اليمن معاذ بن جبل ومعه أبو موسى الأشعرى، وأسلم غالب الناس على أثر هذا البعث، ثم أرسل إليهم عليا وقاتل من لم يسلم فهزمهم، ثم دعاهم إلى الإسلام فأسلموا عن استجابة ورغبة، فأقام فيهم يقرئهم القرآن ويعلمهم حتى وافى النبي فى موسم الحج بمكة.
وأرسل خالد بن الوليد فى السنة العاشرة إلى بنى عبد المدان فى نجران، وكانوا نصارى، ليدعوهم إلى الإسلام فأسلموا، وأقام فيهم مدة يعلمهم، ثم وفد على النبي ومعه بعضهم، ثم أرسل إليهم عمرو بن حزم ليفقههم فى الدين ومعه كتاب مفصل.
وبعث النبي خالدا أيضًا إلى همدان باليمن ليدعوهم وكان معه البراء بن عازب فمكثا ستة أشهر ولم يسلم أحد، فبعث النبي إليهم عليا، وبعد أن دعاهم أبوا فكان قتال عنيف انهزموا فيه ثم أسموا.
ومن بعوث النبي جماعة أسلموا سابقا فأرسلهم إلى أقوامهم مبشرين، منهم ضمام بن ثعلبة فى بنى سعد ابن بكر، وأبو ذر فى غفار، والطفيل الدوسى فى قومه، وعمرو بن مرة فى جهينة، وعروة بن مسعود فى ثقيف.
(ب) البعوث إلى زعماء. منهم المهاجر بن أمية المخزومى إلى الحرث بن عبد كلال أحد أقيال اليمن