الذي اعتنق الإسلام سنة ١٢٣٨ م، عن مشهد صلاة الجمعة فى مسجد باعتباره عاملا حاسما فى تحوله إلى الإسلام فيقول: وعندما دخلت المسجد ورأيت المسلمين يقفون صفوفا كأنهم الملائكة سمعت هاتفا يقول: هذه هى الجماعة التى أخبر الأنبياء بقدومها، ولما ظهر الخطيب مرتديا عباءته السوداء استولى علىَّ شعور عميق من الرهبة، ولما بدأت الصلاة أحسست بقوة تدفعنى إلى النهوض، لأن صفوف المسلمين بدت أمامى كأنها صفوف الملائكة التى يتجلى الله القدير فى سجداتهم وركعاتهم، وأيقنت فى نفسي أنى خلقت لأكون مسلما.
وقال رينان: ما دخلت مسجدا قط دون أن تهزنى عاطفة حادة أو بعبارة أخرى، دون أن يصيبنى أسف محقق على أننى لم أكن مسلما.
فالمظاهر الحسنة بوجه عام لها أثرها الكبير فى النفوس وبخاصة وسط قوم يحبون ذلك، ولأمر ما أقر عمر رضى الله عنه ما رأى عليه معاوية بن أبى سفيان حين كان واليا على الشام، ورأي ما فيه من المظاهر التى لا عهد للعرب بها، لأنه عرفه أنه بين قوم يقدسون هذه المظاهر، والذكى اللبق هو من عرف كيف يسيطر على القوم وبأي وسيلة ينجذبون إليه.