للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

-لا تقطعوا عليه بوله- فلما فرغ دعا بدلو من ماء فصبه عليه (١).

(ب) وحسن هيئة الداعى، فى هندامه الجميل ومظهره الكريم وعدم التشويه المنفر، له دخل كبير فى تقبل ما يدعو إليه، وفى التفاف القلوب حوله، وهذه طبيعة بشرية لا يشك فيها أحد، ولذلك كان رسل الله بريئين من كل ما ينفر الناس، فمهمتهم تأليفهم لا تنفيرهم، وتقريبهم لا إبعادهم.

وإذا لم يكن للداعى نصيب فى الحسن الخلقى الجذاب فليكن ذلك بما يستطيعه من حسن الهندام، وقد كان لرسول الله -صلى الله عليه وسلم- حلة يلبسها للعيدين والجمعة، كما ذكره ابن القيم (٢)، وقال لأصحابه: "ما على أحدكم لو اشترى، إن وجد سعة، ثوبين ليوم الجمعة سوى ثوبى مهنته" (٣).

ومما يدل على تأثير المظهر بوجه عام فى الدعوة ما ذكره "أرنولد" فى كتابه "تاريخ الدعوة" (٤). إذ يقول: يتحدث سعيد بن الحسن أحد يهود الاسكندرية


(١) رواه مسلم.
(٢) زاد المعاد ج ٢ ص ١٢١
(٣) رواه أبو داود وابن ماجة.
(٤) ص ٤٥٨

<<  <   >  >>