إن القائمين على التبشير يضعون خططا منظمة محكمة، لأنهم جماعة متخصصون فى فروع كثيرة من العلم يخدم بعضها بعضا، وبضم خبراتهم ونتائج تخصصاتهم يوجد منهج مدروس متكامل واضح قوى نفاذ.
إن الحصيلة العلمية عند الداعية غير المسلم قليلة بل ضئيلة، وهى الحصيلة الدينية التى يريد أن يبث فكرتها بين الناس، لكن حسبهم من الدعوة أن يلقوا بذرة واحدة فى أرض واسعة بطريقة علمية ومنهج محكم، ستنمو وتثمر وتعطى النتيجة المطلوبة.
وعلى العكس من ذلك يكون بعض الدعاة المسلمين، إنهم يملكون حصيلة علمية دينية ضخمة، وقصارى جهد الواحد منهم أن يفرغ كل ذلك فى وسط قوم يظفر منهم فى النهاية بكلمة إعجاب على ما يملك من علم، دون أن يكون لذلك أثره العميق العملى المنتج، كالذى يفرغ قنطارا من البذور فى أرض سبخة أو بطريقة غير منظمة، ويكفيه أنه أدى ما عليه بإفراغ جعبته فى هذا الحقل ويطول به الانتظار لا يرى لجهده أثرا.
إن قيمة العلم والجهد مرتبطة بالنتيجة والتجاوب الذى يكون من السامعين مع العلماء، وهذا التجاوب