له فن وراء غزارة العلم، وهو التنظيم الدقيق وتحرى الأوقات والأماكن المناسبة والخبرة بميول النفس وقواها والإنفاق من العلم الذي يلائم كل ذلك.
إن رصاصة واحدة يحكم الرامى تصويبها فتصل الهدف خير من ألف رصاصة تنطلق بغير هدف تتجه إليه، والجاهل بالسباحة ينزل الماء فيظل يضرب فيه بقوة على غير هدى فتخور قواه ويفشل وقد يغرق، والسباح الماهر يستطيع بقوة قليلة منظمة أن يصل إلى هدفه بسلام.
لا عيب أبدا أن نفيد من تجارب الغير مهما كانت عقيدته واتجاهاته، فالحكمة ضالة المؤمن يأخذها ولا يضره من أى وعاء خرجت، لقد أفاد النبي -صلى الله عليه وسلم- من خبرة سلمان الفارسى، فحفر الخندق حول المدينة فى غزوة الأحزاب، كما كان يفعله قومه عند الحروب، وتطور الحياة يفرض على الناس أن يتبادلوا الخبرات طوعا أو كرها.
إن الدعوة إلى الأديان كالحرب بل هى حرب، لابد فيها من التفنن فى الأسلحة ووسائل القتال، ودراسة الميادين والتخطيط للمعركة قبل خوضها.
ورب جيش قليل العدد وافر الخبرة والتنظيم يهزم جيشا كبير العدد تقل فيه الخبرة وتسوده الفوضى،