للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فالعقيدة الإسلامية تنادى على نفسها بالصدق ولا تستعصى على الفهم. وكانت بساطتها سبيا فى تقبل الناس لها، يقول "أرنولد": إن هذه العقيدة البسيطة لا تتطلب تجربة كبيرة للإيمان، ولا تثير فى العادة مصاعب عقلية خاصة، وإنها لتدخل نطاق أحط دركات الفهم والفطنة، ولما كانت خالية من المخارج والحيل النظرية اللاهوتية كان من الممكن أن يشرحها أى فرد، حتى أقل الناس خبرة بالعبادات الدينية النظرية (١). وقد تقدم لك ما ذكره "كيتانى" عن سر تحول أهل الشام إلى الإسلام.

٣ - ومن الحكمة عند دعوة الناس إلى اعتناق الإسلام عدم التشدد فى أخذهم بمبادئه من أول الأمر، ومراعاة التساهل إلى حد ما حتى تألفها النفس الغريبة عنها وتتعودها، وستنقاد إليها طواعية بعد ذلك.

وقد رأينا فى وفد ثقيف أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قبل منهم الشهادتين والصلاة، وحط عنهم الزكاة والجهاد مؤقتا كطلبهم حتى يألفوهما.

ثم ذكر أنهم سيصدقون ويجاهدون من تلقاء أنفسهم وقد كان ذلك (٢).


(١) تاريخ الدعوة ص ٤٥٤
(٢) رواه أحمد وأبو داود.

<<  <   >  >>