وهذا الكتاب الذى نقدمه يؤكد هذه الحقيقة بما لا يدع مجالا للشك؛ وذلك من واقع النصوص القرآنية، والأحاديث النبوية ليزداد المؤمن إيمانا، ومن واقع العوامل الذاتية التى رشحت هذا الدين ليكون دينا عالميا، وليكون حجة الله على من يتطلعون إلى دين يلائم الطبيعة البشرية، ويساير تطور الحياة الفكرية والعملية، ومن الواقع التاريخى الذى أثبت جدارة الإسلام بهداية البشرية إلى أقوم الطرق، حيث تقبلته كل الأجناس، وعاش فى كل البيئات، وما يزال غضا طريا على الرغم من تعاقب الأجيال.
والكتاب ينبه إلى خطر الجبهات التى تحاول أن تقلص من ظله، وتحد من مده، وسنرى من خلالها أن بعض المعاصرين يثيرون من الشبهات ما أثاره الأعداء منذ مئات السنين، وتكاد الألفاظ التى تجرى على ألسنتهم تطابق تماما ما قاله أولئك المغرضون.
وهو إذ يبرز أن الإسلام هو الدين العالمى الوحيد الذى يلبى حاجة الإنسانية فى هذا العصر وفى جميع العصور، لم ينس أن يصنع المنهج الصحيح للدعوة إليه، من واقع النصوص وهدى السلف وتجارب العصر، حتى لا يقحم نفسه على الدعوة من ليس أهلا لها، وحتى لا تشوه الصورة النقية للإسلام من سلوك بعض من لا يحسنون الدعوة إليها.