وقد قال العلماء فى تفسيره: إن معنى "من" التبعيض فالذين يتولون مهمة الدعوة بعض الأمة والوجوب عليها كفائى، وهذا البعض هو من يصلح للدعوة من حيث العلم بها وحسن عرضها، أما غيرهم فلا حرج عليهم. وقال بعضى المفسرين: إن "من" هنا للتجريد، على معنى فلتكونوا أمة تدعو إلى الخير، وهو وإن كان خطابا للمجموع يصح أن يراد به الجميع، على معنى أن كل إنسان يستطيع أن يدعو بالقدر الذى يعرفه وبالوسيلة التى تمكنه كان عليه أن يدعو، ليكون طابع الأمة هو الدعوة إلى الخير، وذلك جوهر الرأى العام الناضج القائم على الفقه والوعى الكامل والغيرة على إشاعة الخير والتمكين للحق.
فالعامة من الناس يدعون إلى القضايا والأحكام الواضحة السهلة، والخاصة منهم مكانهم عند الجدل والمناقشة ذات المستوى العالى، وكل هؤلاء لا بد أن يحسنوا عرض الفكرة، حتى لا يحصل رد فعل يسئ إليها، وهو ما بينه الله لنبيه بالحكمة والموعظة الحسنة.
والذين يقومون بالدعوة خارج المجتمع الإسلامى جماعة مخصوصون، لا يجوز أن يخرجوا جميعا،