للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بمبادئه، فأعجبوا به أيما إعجاب واختاروه دينا لهم، تسكن إليه نفوسهم وتطمئن به قلوبهم، وتتحرر به عقولهم ويستقيم سلوكهم.

إن العقائد لا تغرس بالإكراه أبدا، لأن العقيدة انفعال النفس بقضية من القضايا، والنفس تأبى أن تهضم شيئًا تمجه طبيعتها، قال تعالى حاكيا ما كان من نوح مع قومه: {أَنُلْزِمُكُمُوهَا وَأَنْتُمْ لَهَا كَارِهُونَ} " (١) والإكراه على اعتناق الأفكار قضاء على الحرية التى مجدها الإسلام بما لا يوجد له مثيل فما أى دين ولا فى أى تشريع سماوى أو أرضى وهو طعن أيضًا فى كرامة الإنسان وأهليته للخلافة فى الأرضى.

وقد جاءت الآيات والأحاديث الكثيرة تقرر الحرية وتشيد بها وتعترف بكرامة الإنسان وقدره، وتصرح بأنه لا يجوز قهر إنسان على اعتناق مبادئ الإسلام فمن ذلك:

١ - قوله تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} (٢) وقد نقل ابن جرير الطبرى عن ابن عباس فى سبب نزولها أن رجلًا من الأنصار وهو أبو الحصين من بنى سالم بن عوف، كان له ولدان


(١) سورة هود: ٢٨
(٢) سورة البقرة: ٢٥٦

<<  <   >  >>