للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العقائد، وباطل الظنون، والتصورات. فيأتي التنبيه الإعلامي القرآني، فيجلو الفطر، ويزيل ما علاها من الغشاوة، فإذا هي مبصرة للمعاني، مدركة للحقائق. ومن تنبيه الفطر إلى أسلوب إعلامي آخر لتوصيل العقيدة الحقة للقلوب، والوجدان وهي:

٧ - استثارة الحواس، للنظر في الكون كالنظر في عظيم خلق الله سبحانه في ملكوت السموات والأرض والليل والنهار والشمس والقمر والنجوم والجبال والبحار والأنهار والزروع والثمار والآيات في هذا كثيرة جداً منها قوله تعالى {وَمِنْ آيَاتِهِ خَلْقُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَاخْتِلَافُ أَلْسِنَتِكُمْ وَأَلْوَانِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِلْعَالِمِينَ (٢٢) وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ (٢٣) وَمِنْ آيَاتِهِ يُرِيكُمُ الْبَرْقَ خَوْفًا وَطَمَعًا وَيُنَزِّلُ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَيُحْيِي بِهِ الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ} (١)، فهذه الآيات تنبيهات ربانية إلى عظمة قدرته، وبديع صنعته، يحث الله سبحانه الإنسان على التأمل، والتفكير والتدبر، والخطاب لأصحاب الأبصار، والقلوب، الذين يستعملونها في التدبر والتفكر، وفيما هي مهيأة له، فتعقل ما تراه، وتهتدي؛ فالكون كله إضاءات وإشراقات على وحدانية الرب سبحانه، وأنه المستحق للعبودية وحده.

وهذا الأسلوب الإعلامي، أسلوب شائع بكثرة في الآيات بحيث يصعب الإحصاء، والاستقصاء، ونختم هذه النقطة بقوله تعالى {أَلَمْ نَجْعَلِ الْأَرْضَ مِهَادًا (٦) وَالْجِبَالَ أَوْتَادًا (٧) وَخَلَقْنَاكُمْ أَزْوَاجًا (٨) وَجَعَلْنَا نَوْمَكُمْ سُبَاتًا (٩) وَجَعَلْنَا اللَّيْلَ لِبَاسًا (١٠) وَجَعَلْنَا النَّهَارَ مَعَاشًا (١١) وَبَنَيْنَا فَوْقَكُمْ سَبْعًا شِدَادًا (١٢) وَجَعَلْنَا سِرَاجًا وَهَّاجًا (١٣) وَأَنْزَلْنَا مِنَ الْمُعْصِرَاتِ مَاءً ثَجَّاجًا


(١) - سورة الروم، آية: ٢٢ - ٢٤

<<  <   >  >>