للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأعداء، {وَلَنْ يَتِرَكُمْ أَعْمَالَكُمْ} أي: ولن يحبطها ويبطلها ويسلبكم إياها، بل يوفيكم ثوابها ولا ينقصكم منها شيئا" (١).

ومن أهداف الإعلام العسكري في القرآن الكريم

[٤ - تربية الأمة على الجدية، وعلو الهمة]

فأمة النبي محمد عليه الصلاة والسلام، أمة ذات مسئوليات جسام، وتحديات عظيمة، فهم أمة النبي الخاتم، صاحب كلمة الله الباقية إلى يوم الدين، القرآن الكريم، وهم الدعاة إلى الله، وحَمَلَةُ شريعته، وحماة دينه عزَّ وجلَّ، ولذلك فهم أولى الناس بالجِدِّية التامة في أمورهم، وقد جاءت الآيات تترى تُذَكِّر بالمهام الجليلة، وترشد إلى خيرية الأمة، وما ينبغي أن يكون عليه المسلمون.

ومن هذا قوله جل وعز {وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ (١٠٤)} (٢) " وهذا إرشاد من الله للمؤمنين أن يكون منهم جماعة متصدية للدعوة إلى سبيله وإرشاد الخلق إلى دينه، ويدخل في ذلك العلماء المعلمون للدين، والوعاظ الذين يدعون أهل الأديان إلى الدخول في دين الإسلام، ويدعون المنحرفين إلى الاستقامة، والمجاهدون في سبيل الله، ...... ومن المعلوم المتقرر: أن الأمرَ بالشيء أمرٌ بما لا يتم إلا به فكل ما تتوقف هذه الأشياء عليه فهو مأمور به، كالاستعداد للجهاد بأنواع العدد التي يحصل بها نكاية الأعداء وعز الإسلام، وتعلم العلم الذي يحصل به الدعوة إلى الخير وسائلها ومقاصدها، وبناء المدارس للإرشاد والعلم" (٣). ويلحق بهذه المعاني قوله جل وعلا {كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ} (٤)


(١) - تفسير ابن كثير. ٤/ ٢٣٢
(٢) - سورة آل عمران. آية: ١٠٤
(٣) - تفسير السعدي. ص / ١٧١
(٤) - سورة آل عمران. آية: ١١٠

<<  <   >  >>