للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا} (١) فرأينا في رسول الله صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام تطبيقاً عملياً واهتماماً شديداً بهذه الوسيلة، فكانوا مضرب المثل في نشر القيم التي دعا إليها الدين الجديد، وترجموا بأفعالهم تعاليم دينهم من المساواة والعدالة والرحمة والتكافل والشجاعة والبذل والتضحية والإيثار، فكانوا سببا لدخول الشعوب والأمم في دين الله أفواجاً لما رأوه من السمو الأخلاقي والسلوكي في سيرتهم الراشدة المباركة (٢).

٤ - إعلام الكلمة الطيبة: وهذا العنوان وضعته من عند نفسي، فبعد تأمل في بعض وسائل إعلامنا الإسلامي، وجدتها تعتمد بالأساس على توظيف الكلمة إعلامياً، ورغم أن للكلمة مكانة عظيمة كوسيلة إعلامية من قبل الإسلام، إلا أن إسلامنا تعامل مع الكلمة باهتمام كبير، ونبه على خطورتها في كتاب الله سبحانه، فجاء قوله سبحانه {مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ (١٨)} (٣) وبين أثر الكلمة طيبة كانت أو خبيثة في قوله سبحانه {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (٢٤) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ (٢٥) وَمَثَلُ كَلِمَةٍ خَبِيثَةٍ كَشَجَرَةٍ خَبِيثَةٍ اجْتُثَّتْ مِنْ فَوْقِ الْأَرْضِ مَا لَهَا مِنْ قَرَارٍ (٢٦)} (٤) وفي السنة المطهرة أيضاً جاء التأكيد على مكانة الكلمة فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفع اللهُ بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم) (٥) وهذا الوعد والوعيد على الكلمة يؤكد بجلاء على اعتبار الشرع لها واهتمامه بها إدراكاً لأثرها وتقديراً لخطورتها.

ويدخل تحت مسمى إعلام الكلمة الطيبة:


(١) - سورة الأحزاب. آية: ٢١
(٢) - الإعلام في صدر الإسلام. ص ٤٤ - ٦٩ بتصرف كبير
(٣) - سورة ق. آية: ١٨
(٤) - سورة إبراهيم. آية: ٢٤ - ٢٦
(٥) - صحيح البخاري. كتاب الرقاق. باب حفظ اللسان رقم الحديث: ٦١١٣

<<  <   >  >>