للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

أهداف الإعلام الاجتماعي في القرآن الكريم

"عنى الإسلام بالمجتمع عنايته بالفرد. فكل منهما يتأثر بالآخر ويؤثر فيه. وهل المجتمع إلا مجموعة من الأفراد ربطت بينهم روابط معينة؟. فكان صلاح الفرد لازماً لصلاح المجتمع، فالفرد أشبه باللبنة في البنيان، ولا صلاح للبنيان إذا كانت لبناته ضعيفة.

كما لا صلاح للفرد إلا في مجتمع يساعده على النمو السليم، والتكيف الصحيح، والسلوك القويم. فالمجتمع هو التربة التي تنبت فيها بذرة الفرد. وتنمو وتترعرع في مناخها، وتنتفع بسمائها وهوائها وشمسها" (١).

ويمكن لنا أن نُجْمِل أهداف الإعلام الاجتماعي في القرآن الكريم في النقاط التالية (٢):

الإعلام بأسس بناء المجتمعات في الإسلام.

ومن هذه الأصول العظيمة:

العقيدة والإيمان.

وهي أساس الأسس، التي يُبنى عليها المجتمع المسلم، الذي أراده القرآن الكريم حامياً وراعياً لهذه العقيدة الإسلامية، يستضيء بنورها، وينشره في العالمين. قال الله تعالى {آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لَا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ} (٣). وناداهم سبحانه، وأمرهم بالإيمان به وبكتبه ورسله واليوم الآخر فقال سحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا آمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي نَزَّلَ عَلَى رَسُولِهِ وَالْكِتَابِ الَّذِي أَنْزَلَ مِنْ قَبْلُ وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا} (٤). ومعنى قيام المجتمع المسلم على العقيدة، احترامها وتقديسها، والالتزام بها، ورد الأباطيل، والشبهات عنها، وبيان فضلها وآثارها في على حياة


(١) - ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده. د يوسف القرضاوي. ص: ٥. ط الثالثة. مكتبة وهبة. القاهرة. ٢٠٠١
(٢) - مستفاد من ملامح المجتمع المسلم الذي ننشده. د يوسف القرضاوي. ص: ٩ وما بعدها. بتصرف كبير
(٣) - سورة البقرة. آية: ٢٨٥
(٤) - سورة النساء. آية: ١٣٦

<<  <   >  >>