للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزائلة، وسياق الآية، من خلال الاستفهام تعجباً وإنكاراً، مفيد لأقصى درجات الذم والتنفير من هذا الحال.

ومثله قوله سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَا لَكُمْ إِذَا قِيلَ لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ اثَّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَيَاةِ الدُّنْيَا مِنَ الْآخِرَةِ فَمَا مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا فِي الْآخِرَةِ إِلَّا قَلِيلٌ} (١) نزلت هذه الآية في الذين تخلفوا عن غزوة تبوك، وكان الجو حاراً، والزاد قليلاً، والمعيشة عَسِرَةً، فآثر بعضهم البقاء، ولم يخرجوا مع النبي عليه الصلاة والسلام، فعاتبهم ربهم سبحانه، ووبخهم لميلهم للتكاسل، وتثاقلهم عن الجهاد في سبيله، وأكد سبحانه أن ما رضي به هؤلاء لا يساوي شيئاً في الحقيقة مقارنةً بنعيم الآخرة.

ث- الترغيب في الثبات في مواطن النزال وجاء هذا في القرآن بعدة طرق منها:

* الإعلام بأن النصر من عند الله وحده قال سبحانه {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ} (٢).

*المدد الإلهي للمؤمنين في المعارك قال تعالى {إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلَائِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُوا الَّذِينَ آمَنُوا سَأُلْقِي فِي قُلُوبِ الَّذِينَ كَفَرُوا الرُّعْبَ فَاضْرِبُوا فَوْقَ الْأَعْنَاقِ وَاضْرِبُوا مِنْهُمْ كُلَّ بَنَانٍ} (٣).

* بيان الغاية السامية لجهاد المؤمنين وما يقابلها للكافرين فيقول سبحانه {الَّذِينَ آمَنُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ كَفَرُوا يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ الطَّاغُوتِ فَقَاتِلُوا أَوْلِيَاءَ الشَّيْطَانِ إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطَانِ كَانَ ضَعِيفًا} (٤).


(١) - سورة التوبة. آية: ٣٨
(٢) - سورة الأنفال. آية: ١٠
(٣) - سورة الأنفال. آية: ١٢
(٤) - سورة النساء. آية: ٧٦

<<  <   >  >>