للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبحث الثاني

أهداف الإعلام الثقافي في القرآن الكريم

[تحديد أسس بناء الشخصية الإسلامية]

وهي الأسس، التي تقوم عليها، وتتميز بها شخصية المسلم عن غير المسلمين، وأهمها:

الإيمان الحق

وبه ينعتق الإنسان من ربقة العبودية والخضوع إلا لله تعالى، ويتحرر من جميع مخاوفه، على أجله أو رزقه، على حاضره، أو مستقبله، ويسمو بقلبه عن التصورات الفاسدة للقضايا الكبرى، كالخلق والغاية منه، والموت والمصير بعده، وينأى بعقله عن الأوهام وسيطرة الخرافات. وفي هذه المعاني كلها جاءت آيات وآيات، منها على سبيل المثال:

قوله سبحانه {إِنَّ رَبَّكُمُ اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ يُدَبِّرُ الْأَمْرَ مَا مِنْ شَفِيعٍ إِلَّا مِنْ بَعْدِ إِذْنِهِ ذَلِكُمُ اللَّهُ رَبُّكُمْ فَاعْبُدُوهُ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ} (١).

وقوله تعالى {وَقَالَ اللَّهُ لَا تَتَّخِذُوا إِلَهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلَهٌ وَاحِدٌ فَإِيَّايَ فَارْهَبُونِ} (٢).

وقوله سبحانه {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (٣).

وقوله تعالى {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} (٤).

وقوله تعالى {وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الْخَالِدُونَ (٣٤) كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَنَبْلُوكُمْ بِالشَّرِّ وَالْخَيْرِ فِتْنَةً وَإِلَيْنَا تُرْجَعُونَ} (٥).

وقوله سبحانه {وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الْأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا كُلٌّ فِي كِتَابٍ مُبِينٍ} (٦). فتشكل هذه الآيات حصناً منيعاً للإنسان، فيحيى عالماً بربه، وما


(١) - سورة يونس. آية: ٣
(٢) - سورة النحل. آية: ٥١
(٣) - سورة الشورى. آية: ١١
(٤) - سورة الذاريات. آية: ٥٦
(٥) - سورة الأنبياء. آية: ٣٤ - ٣٥
(٦) - سورة هود. آية: ٦

<<  <   >  >>