للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن هذا أيضا هذه الآيات الجامعات عن هلاك الظالمين قوله تعالى {وَعَادًا وَثَمُودَ وَقَدْ تَبَيَّنَ لَكُمْ مِنْ مَسَاكِنِهِمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ فَصَدَّهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَكَانُوا مُسْتَبْصِرِينَ (٣٨) وَقَارُونَ وَفِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَلَقَدْ جَاءَهُمْ مُوسَى بِالْبَيِّنَاتِ فَاسْتَكْبَرُوا فِي الْأَرْضِ وَمَا كَانُوا سَابِقِينَ (٣٩) فَكُلًّا أَخَذْنَا بِذَنْبِهِ فَمِنْهُمْ مَنْ أَرْسَلْنَا عَلَيْهِ حَاصِبًا وَمِنْهُمْ مَنْ أَخَذَتْهُ الصَّيْحَةُ وَمِنْهُمْ مَنْ خَسَفْنَا بِهِ الْأَرْضَ وَمِنْهُمْ مَنْ أَغْرَقْنَا وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ (٤٠)} (١).فتضمنت الآيات ذكر سوء العواقب والحصاد المر الذي يحصده المتجبرون الظالمون، وأصحاب المكر السييء، من فقدان نعيمهم وملذاتهم وعقابهم في الدنيا، مع ما ينتظرهم من العذاب والنكال في الآخرة. وهذا كله عبرة لأولي الألباب، وعظة لمن كان له قلب حي شهيد.

ومن أساليب الإعلام في القرآن الكريم:

مدح الصفات الحميدة التي بنبغي التحلي بها للشخصية السياسية المسلمة

المعايير الأخلاقية، التي جاء بها القرآن الكريم، هي معايير ثابتة، لجميع المكلفين على تنوع وظائفهم وأعمالهم، ولكنها تزداد تأكيداً، في حق ولاة الأمر من الحكام، والوزراء، وسائر أصحاب الولايات. وقد تضمنت آي الكتاب العزيز، الإشارة والمديح لعديد من الصفات، يحتاج إليه بلا شك كل من له صلة بأمر الإدارة والحكم، وإصلاح شئون الأمة، ويجب أن يكون متصفاً بها، ملتزماً بمقتضياتها. ومن هذه الصفات:

الإخلاص والتجرد،

ويُعَبَرُ عنها في عصرنا بـ (النزاهة والشفافية) فيحتاج كل السياسيِّين إلى التمتع بهاتين الصفتين لما لهما من تأثير هائل في اتخاذ القرارات، من دون التأثر بأغراض شخصية، أو ميل فكري، بل تكون مصلحة أمته واستقرارها هدفه في كل الأحوال.


(١) - سورة العنكبوت. آية: ٣٨ - ٤٠

<<  <   >  >>