للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالعلم، يفتح لهم آفاق التخطيط الحسن، وتقدير الأمور، فيكثر صوابهم، ويقل خطأهم. ومن الصفات التي يلزم القائمين على أمور الحكم التحلي بها:

القوة والأمانة

من لوازم الشخصية السياسية المسلمة، التمتع بالقوة في الحق، وفي الدفاع عن مصالح أمته، وليس القوة الباطشة الظالمة، فإنها مذمومة، لا يليق بمسلم فضلا عن ولاة أمورهم أن يتلبس بها، وأما الأمانة فإنها عماد الشخصية المسلمة، ولا عجب أن شهرة نبينا عليه الصلاة والسلام كانت (الأمين)، أمانة يقوم بها بتحمل تبعات مسئوليته، ويؤديها على الوجه الأتم والأكمل. وفي القرآن نقرأ قول جليس سليمان عليه السلام {قَالَ عِفْرِيتٌ مِنَ الْجِنِّ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَنْ تَقُومَ مِنْ مَقَامِكَ وَإِنِّي عَلَيْهِ لَقَوِيٌّ أَمِينٌ (٣٩)} (١)، وقول ابنة الرجل الصالح من مدين {قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يَاأَبَتِ اسْتَأْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ (٢٦)} (٢) وأبلغ من ذلك كله أمر الله تعالى لنبيه يحيى عليه السلام {يَايَحْيَى خُذِ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا (١٢)} (٣) وبغير هاتين الصفتين، تصبح الشخصية السياسية، مسخاً، بغيضاً، لا يؤتمن على مصلحة نفسه، فضلاً عن أن يكون ولياً لأمر، متحملاً للمسئولية.

ومن الصفات اللازمة للمتصدر للشأن العام:

الصدق

وهذه الصفة - خاصةً - كانت شعار دعوته عليه الصلاة والسلام قال الله تعالى {وَالَّذِي جَاءَ بِالصِّدْقِ وَصَدَّقَ بِهِ أُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ (٣٣) لَهُمْ مَا يَشَاءُونَ عِنْدَ رَبِّهِمْ ذَلِكَ جَزَاءُ الْمُحْسِنِينَ (٣٤)} (٤)، وبه أمر الله تعالى عباده المؤمنين فقال سبحانه {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ (١١٩)} (٥)، ونحن المسلمين أولى الناس بلزوم هذا الخلق الحميد، في جميع معاملاتنا، وعلى كل المستويات، كي تشيع الثقة، والاطمئنان،


(١) - سورة النمل. آية ٣٩
(٢) - سورة القصص. آية ٢٦
(٣) - سورة مريم. آية ١٢
(٤) - سورة الزمر. آية ٣٣ - ٣٤
(٥) - سورة التوبة. آية ١١٩

<<  <   >  >>