للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هذه الآيات الكريمة، تتناول أصلاً من أصول الإيمان وهو الإيمان باليوم الآخر وما فيه من بعث ونشور وحساب وثواب وعقاب، ولطالما جادل المشركون في ذلك، وأنكروا البعث والنشور، فكانت آيات القرآن تنزل بالرد عليهم، بالحجة والبرهان، وبيان طلاقة القدرة الإلهية، وأنه سبحانه خلقهم أول مرة من غير مثال سابق، وكذلك يعيدهم بقدرته.

الناس وآلهتهم المزعومة

ويقول سبحانه {يَاأَيُّهَا النَّاسُ ضُرِبَ مَثَلٌ فَاسْتَمِعُوا لَهُ إِنَّ الَّذِينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ وَإِنْ يَسْلُبْهُمُ الذُّبَابُ شَيْئًا لَا يَسْتَنْقِذُوهُ مِنْهُ ضَعُفَ الطَّالِبُ وَالْمَطْلُوبُ} (١)

هذه الآية الكريمة، تمثل برهاناً قرآنياً عقلياً، على فساد عقول هؤلاء المشركين الذين عبدوا غير الله، كالذين عبدوا الشمس والقمر، والجن والملائكة، الحجارة، وكلها مخلوقات لله، ضعيفة لا تملك نفعاً ولا ضراً، ولا تَخْلُق ولا تُميت، وتعجز عن استخلاص ما ينوشه الذباب منها على ضعفه وصغر حجمه، فأنى لها – وحالها هذا – أن تكون معبوداً يُطلب منه جلب المنافع، أو دفع المضار.

الناس والرسول

ويقول تبارك وتعالى {يَاأَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءَكُمُ الرَّسُولُ بِالْحَقِّ مِنْ رَبِّكُمْ فَآمِنُوا خَيْرًا لَكُمْ وَإِنْ تَكْفُرُوا فَإِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَكَانَ اللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمًا (١٧٠)} (٢)

ويقول سبحانه {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكُمْ جَمِيعًا الَّذِي لَهُ مُلْكُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ يُحْيِي وَيُمِيتُ فَآمِنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ النَّبِيِّ الْأُمِّيِّ الَّذِي يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَكَلِمَاتِهِ وَاتَّبِعُوهُ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (١٥٨)} (٣) ويقول تعالى {قُلْ يَاأَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا أَنَا لَكُمْ نَذِيرٌ مُبِينٌ (٤٩)} (٤)


(١) - سورة الحج آية: ٧٣
(٢) - سورة النساء آية: ١٧٠
(٣) - سورة الأعراف آية: ١٥٨
(٤) - سورة الحج آية: ٤٩

<<  <   >  >>