للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَمَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ يُرْزَقُونَ فِيهَا بِغَيْرِ حِسَابٍ} (١).

وانتهاءً بقوله سبحانه {فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ (٤٤) فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ} (٢).

ولهذا المعنى كان تعجب نوح عليه السلام من قومه حيث يقول لهم {يَاقَوْمِ لَيْسَ بِي ضَلَالَةٌ وَلَكِنِّي رَسُولٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ (٦١) أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنْصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ (٦٢) أَوَعَجِبْتُمْ أَنْ جَاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلَى رَجُلٍ مِنْكُمْ لِيُنْذِرَكُمْ وَلِتَتَّقُوا وَلَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (٦٣)} (٣)

تعجب منهم رسولهم، وحق له التعجب، لأن حق من جاء داعياً، وناصحاً، حريصاً على قومه، حقه الطاعة، والمحبة، والتقدير، لا الكفر، ولا الجحود، والتكذيب.

ويجزم الباحث - وكله يقين - بأن هذه الثقافة القرآنية، لم تأخذ حظها من البحث والنظر الدقيق، والبيان لأصولها القرآنية، وخصائصها الربانية، والعمل على نشرها، لتكون المحركة، والموجهة للأمة في سائر شئونها، ولعل الله تعالى أن يُشَرِّف أحداً من عباده الباحثين فيجمع، ويخرج لنا هذه الثقافة القرآنية، منظومة في سلك بديع من التأليف الرصين، البين الواضح، يستفيد منها الأفراد، والمجتمعات، والمربون، وأهل العلم والرأي.

وبهذا نصل لختام الفصل الأخير من فصول هذه الأطروحة، وننتقل إلى الكلام على الخاتمة - أحسن الله خاتمتنا أجمعين - خاتمة البحث ومن ثم التوصيات.


(١) - سورة غافر. آية: ٣٨ - ٤٠
(٢) - سورة غافر. آية: ٤٤ - ٤٥
(٣) - سورة الأعراف. آية: ٦١ - ٦٣

<<  <   >  >>