للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وصف رسولهم عليه الصلاة والسلام في القرآن {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} (١) وقول نبيهم عليه الصلاة والسلام {الدين النصيحة} (٢). فإعلامهم إعلام رشد وهداية، ووسائلهم أطهر الوسائل وأبعدها عن الريبة والمكر، وغش وخداع الناس.

٤ - البشارة والنذارة: والقيام بهذا الأمر من أعظم المنطلقات والأسس التي يقوم عليها الإعلام الإسلامي بجميع مكوناته، فالبشارة والنذارة لأهل الإسلام بعد الرسل، وهم أحق بها وأهلها، بكتابهم الحكيم المحفوظ على الدوام بحفظ رب العالمين سبحانه، وبما بين أيديهم من صحيح سنة المصطفى الكريم عليه الصلاة والسلام، ومن أظهر الدلائل على هذه المهمة النبيلة قوله سبحانه {وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ} (٣). فهذه هي مهمة المرسلين عامة، كما أنها وظيفة النبي خاصة قال الله سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا} (٤). فتبشير الطائعين المؤمنين بثواب الله ورحمته لهم كما في قوله سبحانه {وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُوا مِنْهَا مِنْ ثَمَرَةٍ رِزْقًا قَالُوا هَذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِنْ قَبْلُ وَأُتُوا بِهِ مُتَشَابِهًا وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} (٥)، وإنذار المعرضين المعاندين بشديد العقاب وأليم العذاب كما في قوله سبحانه {فَأَنْذَرْتُكُمْ نَارًا تَلَظَّى (١٤) لَا يَصْلَاهَا إِلَّا الْأَشْقَى (١٥) الَّذِي كَذَّبَ وَتَوَلَّى (١٦)} (٦)، وقد اقتضت حكمة العلي الخبير أن يكون لهاتين الوسيلتين أثر بالغ في المتلقين، فبالبشارات تنبعث الهمم إلى الخير، وتسمو العزائم إلى الطاعة، وبالنذارات تنحسم مادة العصيان، ويحجز العقلاء المؤمنون أنفسهم عن مواضع سخط الجبار سبحانه.


(١) - سورة الأنبياء، الآية: ١٠٧
(٢) - صحيح مسلم. كتاب الإيمان. باب بيان أن الدين النصيحة. رقم الحديث / ٩٥
(٣) - سورة الكهف، الآية: ٥٦.
(٤) - سورة الإسراء، الآية: ١٠٥
(٥) - سورة البقرة، الآية: ٢٥
(٦) - سورة الليل، الآية: ١٤ - ١٦

<<  <   >  >>