للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بِالْقِسْطَاسِ الْمُسْتَقِيمِ (١٨٢) وَلَا تَبْخَسُوا النَّاسَ أَشْيَاءَهُمْ وَلَا تَعْثَوْا فِي الْأَرْضِ مُفْسِدِينَ} (١)، وكما جاء في قصة لوط عليه السلام يقول لقومه {أَتَأْتُونَ الذُّكْرَانَ مِنَ الْعَالَمِينَ (١٦٥) وَتَذَرُونَ مَا خَلَقَ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ عَادُونَ (١٦٦)} (٢).

فكان الرسل والأنبياء يبينون للناس حسن عاقبة المؤمنين، ويحذرونهم سوء عاقبة المكذبين، وكلما مضى رسول إلى ربه جاء بعده رسول يحمل الراية، يجدد ما اندرس من الدين الخالص {وَإِنْ مِنْ أُمَّةٍ إِلَّا خَلَا فِيهَا نَذِيرٌ} (٣).

وفي ظل هؤلاء الرسل تطور الإعلام مضموناً ومحتوىً، ووسيلة وأسلوباً بوحي الله سبحانه إليهم، وهكذا ظلت عناية الله تعالى بالخلق يرسل الرسل، وينزل الكتب، حتى أسلموا الراية إلى خاتم المرسلين وخير من أعلم وعلم، وأدى ووفى، سيدنا محمد الأمين - صلى الله عليه وسلم -، فكانت رسالته عليه الصلاة والسلام الرسالة الخاتمة الشاملة لجميع البشر ولجميع جوانب الحياة، والكاملة في تشريعها (٤)، يقول سبحانه {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ} (٥).

وبهذه الرسالة المحمدية كمل الدين وتمت النعمة {الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا} (٦) فاكتملت رسالة السماء الإعلامية إلى البشرية، وبقي القرآن - كما هو شأنه في جميع المجالات - المَفْزَعُ الذي يعتمد عليه لوضع الأسس والأصول، وتحديد الغايات والوسائل.

فما أحوج أمتنا في هذا العصر إلى العودة إلى الحياة بروح هذا الكتاب العزيز، والاستهداء بنوره؛ وإلى التعرف على خصائص هذا الإعلام، وصبغ وسائلنا الإعلامية بها؛ فما هي تلك الخصائص التي يتميز بها الإعلام القرآني عن غيره؟ والإجابة عن هذا السؤال بإذن الله تعالى في الفصل التالي وهو:


(١) - سورة الشعراء. آية: ١٨١ - ١٨٣.
(٢) - سورة الشعراء. آية: ١٦٥ - ١٦٦.
(٣) - سورة فاطر. آية: ٢٤.
(٤) - الإعلام الإسلامي في مواجهة الإعلام المعاصر. ص: ١٨. بتصرف.
(٥) - سورة سبأ. آية: ٢٨.
(٦) - سورة المائدة. آية: ٣

<<  <   >  >>