للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لَهُ مَعِيشَةً ضَنْكًا وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (١٢٤) قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنْتُ بَصِيرًا (١٢٥) قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى (١٢٦) وَكَذَلِكَ نَجْزِي مَنْ أَسْرَفَ وَلَمْ يُؤْمِنْ بِآيَاتِ رَبِّهِ وَلَعَذَابُ الْآخِرَةِ أَشَدُّ وَأَبْقَى (١٢٧)} (١). فبينت الآيات أن التمسك بما جاء عن الله في كتابه وعلى لسان رسوله من الهدايات يكون عصمة للمتمسكين به من الضلال في الأفهام والأفعال، ونجاة من الشقاء، كما بينت الآيات الكريمة عاقبة المعرضين عن الهدى والرشاد بالضيق والضنك في الدنيا، والعمى في الآخرة فلا يستطيعون مضياً ولا يرجعون والجزاء من جنس العمل، فكما نسوا آياته وأعرضوا عنها في الدنيا، أعرض الله عنهم في الآخرة وعذبهم عذاب المسرفين الجاحدين، وهو العذاب الأشد الخالد.

- ووسائل الإعلام الموفقة هي تلك المؤسسات التي تنتفع بهدايات القرآن، ويكون لها في آياته وتوجيهاته معين لا ينضب، ومرتع خصب تتفيأ في ظلاله، وتجتني من ثماره، وتنتفع بأساليبه في خدمة رسالتها الإعلامية، وما تسعى إليه من خدمة أمتها ونصرة دينها. والذي لا شك فيه أن هذا العطاء القرآني الرباني الممدود، هو مزية فريدة لأهل الإسلام ودعاته وإعلامييه، متى أحسن استغلاله والانتفاع به، جاءت أمتنا بالعجائب، وتبوأت صدارة الموجهين والمرشدين بين البشرية.


(١) - سورة طه. آية: ١٢٣ - ١٢٧.

<<  <   >  >>