وبعيدا عن الأسباب أو مدى حقيقة علاقة جيهان السادات أو استعانتها بالسحرة والدجالين بالكنيسة أو من خارجها للاستحواذ على محبة زوجها فالأمر لا يعنينا ..
وعامة بصرف النظر على مدى صحة هذا الادعاء فهو لا يستحق البحث .. وحتى إن صدق فلن تكون الأولى ولا الأخيرة والمعروف أن الكثير من سيدات بل ومن رجال السلطة والوزراء والفنانين بمصر يؤمنون بتلك الأمور من الدجل والسحر ولا يتورعون من الاستعانة بالقائمين بأمور السحر والكفر سواء من داخل الكنيسة أو خارجها لتحقيق أمانيهم أو للعلاج من الأمراض كما يعتقدون ..
ومن الشائع والمعروف ثقتهم في قدرة القساوسة والكهنة الأقباط للقيام بأمور السحر دون غيرهم من الملل المسيحية الأخرى المتوارثينها عن اليهود والفراعنة والمتمرسين على كل دروب السحر وخاصة هؤلاء من رهبان الأديرة .. وسوف اتناول جوانب أكثر تفصيلا في هذا المحور الذي عملت به كنيسة شنودة .. وما يعنينا في الأمر تورط الكنيسة في أعمال كفر مخالفة للمسيحية ولجميع الأديان السماوية ..
ومهما تكن الأمور فالحقيقة تقاس بواقع الأحداث والنتائج الَّتِي وصلت إليها وهي كما صدرت:
صدر القرار من رئيس الدوله محمد أنور السادات باقالة البابا شنودة وإحالته للتقاعد وتعيين مجلس خماسي لإدارة شئون الأقباط النصارى مكانه .. وذلك بالقرار الجمهورى رقم ٤٩١ لسنة ١٩٨١ والذي قضى بإلغاء القرار الجمهورى رقم ٢٧٧٢ لسنة ١٩٧١ بتعيين الأنبا شنودة الثالث بابا للإسكندرية وبطريركا للكرازة المرقسية ..
وحسب تقرير هيئة مفوضى الدولة في القضية المذكورة فإن البابا شنودة عمد منذ تولية منصب البابا له نصه كالآتي:
أولا: تعريض الوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي للخطر
ثانيا: الحض على كراهية النظام القائم
ثالثا: إضفاء الصبغة السياسية على منصب البطريرك واستغلاله الدين لتحقيق أهدافه.
رابعا: الإثارة
ومن ثم جاء في حيثيات حكم المحكمة في القضية المذكورة:
((إن البابا خيب الامال وتنكب عن الطريق المستقيم الذي تمليه عليه قوانين البلاد , واتخذ الدين ستارا يخفي أطماعا سياسية - كل أقباط مصر منها براء - وإنه يجاهر بتلك الأطماع واضعا بديلا له - بحرا من الدماء تغرق فيها البلاد من اقصاها إلى أقصاها - باذلا قصارى جهده في دفع عجلة الفتنة بأقصى سرعة وعلى غير هدى في أرجاء البلاد - غير عابيء بوطن يؤويه ودوله تحميه - وبذلك يكون قد خرج من ردائه الذي خلعه عليه أقباط مصر))