وبالتالي تنتهي ولايه أهله عليه وتتبعهم لأحواله والتقصِّي عن وجوده من عدمه .. نكتفي بذكر هذا القدر من المبعدين من الكنيسة وتبقى الأسباب الحقيقية وراء إيقاف وتمرد واستبعاد وشلح الكهنة .. نستعرض بعض منها باذن الله
تعددت أسباب الشلح ولكن أغلب المتمردين على سياسة شنودة كانوا من الذين أعلنوا توبتهم واستنكارهم لقوانين الكنيسة المبتدعة والَّتِي حادت بعيدا عن قوانين الكنيسة القبطية الَّتِي دامت قرون طويلة .. وانشقاق هؤلاء الكهنة عن أفكار كنيسة جماعة الأمة القبطية العنصرية المتطرفة الَّتِي يتزعمها صوريًا شنودة وتقدم العمر بهؤلاء الكهنة وإحساسهم بدنو الأجل هو الدافع الأساسي لإعلانهم توبتهم عن أفعالهم ومحاولتهم التكفير عنما اقترفوه في حق المسيحية وابتعادهم كثيرًا عن تعاليمها بأتباعهم لسنوات طويلة لهذا الفكر الشيطاني المنحرف المتمثل في فكر الأمة القبطية .. وقيل إن كثيرًا منهم انتابته حالات من القلق والفزع والحزن العميق والمرارة وإحساس كبير بالخطيئة والإثم .. وأحدهم تفوه أثناء مرضه بأسرار واعترافات غاية في الخطورة حتَّى إن الكنيسة فرضت حراسة مشددة على بعض الرهبان المنشقيين أثناء مرضهم وسكرات الموت ..
• من هؤلاء المشلوحين من أشرف على إبعاد ونفي الرهبان القدامى عهد الأنبا يوساب الثاني وكيرلس السادس واخريين غيرهم إلى الأديرة البعيدة واذلالهم وارغامهم بالقوة على التزام الدير وتعريض حياة الكثير منهم للتصفية الجسدية في حاله محاولة الهروب أو التحريض على سياسة الكنيسة وهناك بعض الإشاعات القوية أن بعض الرهبان القدامى جدا من عهد يوساب الثاني ما زالوا على قيد الحياة وأن منهم من تعدى المائة ..
وأكد البعض على وجود رهبان معمرين جدا قد يكون يوساب الثاني أحدهم .. وادت معايشة هؤلاء الكهنة السجانين للرهبان المبعدين وخوفهم الشديد من إلحاق اللعنات بهم إلى تأثر البعض منهم بمسلكهم المخالف عن شنودة وحاشيته المفتقدين لروح المسيحية والغير ملتزمين بتعاليمها والمحرضين على أفعال تتنافى معها .. لذا وجد السجانين من أتباع شنودة وجماعته في ملازمة الرهبان المبعدين للأديرة بقايا روحانيات افتقدوها في كنيسة شنودة مما أدَّى إلى تمردهم وخروجهم من الدير وإعلانهم التمرد على شنودة ومحاولة التزام الكنائس للتواصل مع الرعايا الأقباط النصارى وتصحيح مفاهيمهم وردهم عن أفكارهم المشوشة والعنصرية والكارهة لكل ما هو غير قبطي .. كما حدث ببعض كنائس مصر القديمة عندما عاد إليها بعض الرهبان المبعدين محاولين التزام الكنائس والتواصل مع رعاياها ولجأ شنودة وأتباعه إلى الشرطة واجبروهم على الخروج ثم أعيد نفي كلا من الرهبان المبعدين الأوائل والمنشقين الجدد إلى الأديرة مرة أخرى تحت صمت السلطات على اعتبار تلك المنازعات شئون كنائسية داخلية خاصة بالكنيسة ..